مكون رئيسي في كوكاكولا وبيبسي تحت سيطرة ميليشيا قوات الدعم السريع في السودان

الصمغ العربي، وهو مستحلب طبيعي مستخرج من أشجار الأكاسيا، يُستخدم في كل شيء من المشروبات الغازية إلى مستحضرات التجميل. يشكل السودان 70% من الإمدادات العالمية، مما يجعله مكونًا أساسيًا في سلاسل الإنتاج العالمية. ومع ذلك، فإن البلاد حاليًا في حالة حرب أهلية بين قوات الدعم السريع (RSF) والقوات المسلحة السودانية (SAF)، مما جعل الصمغ العربي موردًا استراتيجيًا تتحكم فيه الجماعات المسلحة.

بالنسبة للمتداولين، السؤال الرئيسي هو: ما مدى الخطر الذي يشكله هذا الوضع على الشركات وسلاسل التوريد، وأين تكمن الفرص المحتملة في السوق؟

أهم النقاط

• أدت الحرب الأهلية في السودان إلى جعل الصمغ العربي - وهو مكون رئيسي في كوكاكولا وبيبسي وصناعات أخرى - سلعة عالية المخاطر.
• تفرض قوات RSF و SAF رسومًا، مما يجعل النقل مكلفًا ومثيرًا للجدل أخلاقيًا.
• الشركات متعددة الجنسيات تلتزم الصمت، لكن اضطرابات الإمداد والمخاطر المتعلقة بالسمعة تتزايد.
• يمكن أن تؤثر الأزمة على شركات المشروبات والأغذية والأدوية، مما قد يؤدي إلى تأثيرات على أسواق السلع.

وفقًا للتقارير، تفرض قوات RSF رسومًا قدرها 2500 دولار لكل شاحنة لنقل الصمغ العربي، وغالبًا ما تستولي على جزء من الحمولة. في المقابل، تفرض SAF رسوم تصدير قدرها 155 دولارًا لكل 100 كجم في ميناء بورتسودان. وهذا يعني أن كل الصمغ العربي الذي يغادر السودان يدعم ماليًا إحدى هاتين المجموعتين.

لماذا يهم هذا الأمر المتداولين؟

• تكاليف أعلى: من المرجح أن تؤدي الرشاوى والرسوم المتزايدة إلى رفع أسعار الصمغ العربي، مما يؤثر على تكاليف المشروبات والأدوية.
• ضعف سلسلة التوريد: مع سيطرة أمراء الحرب على الخدمات اللوجستية، يمكن أن تؤدي اضطرابات الإنتاج أو الحصارات إلى نقص في الإمدادات.
• مخاوف أخلاقية وبيئية: أبدت شركات مثل نستله ومارس مواقف بشأن التوريد المسؤول، لكن كوكاكولا وبيبسي التزمتا الصمت. ومع تزايد التدقيق، قد تواجه العلامات التجارية رد فعل مشابهًا لمقاطعة المشروبات الغربية في الشرق الأوسط.

تعتمد شركات مثل كوكاكولا (KO)، بيبسيكو (PEP)، نستله (NSRGY)، ومارس بشكل كبير على الصمغ العربي السوداني. إذا ارتفعت التكاليف أو زادت المخاطر المتعلقة بالسمعة، فقد نشهد ضغطًا هبوطيًا على هذه الأسهم.

نصيحة: راقب فرص البيع على المكشوف إذا تصاعدت مخاطر سلسلة التوريد أو فشلت البدائل في تلبية الطلب.

تنتج دول مثل تشاد ونيجيريا والسنغال أيضًا الصمغ العربي، ولكن بكميات أقل بكثير. إذا توقع المتداولون أزمة طويلة الأمد في السودان، فقد تتحول الشركات إلى مصادر بديلة، مما يفيد الموردين الجدد.

نصيحة: ابحث عن صفقات تصدير ناشئة، وفرص استثمار زراعي، أو دخول لاعبين جدد في سلسلة توريد الصمغ العربي.

إذا تفاقمت أزمة السودان، فقد تسعى الشركات إلى بدائل للصمغ العربي الطبيعي، مما قد يزيد الطلب على المستحلبات الصناعية أو البدائل. قد تستفيد الشركات الكيميائية وعلماء الأغذية الذين يطورون بدائل.

نصيحة: راقب الشركات الكيميائية المشاركة في إضافات الأغذية، مثل International Flavors & Fragrances (IFF) أو مجموعة كيري (KYGA.L).

أدت الحرب في السودان بالفعل إلى نزوح 12.5 مليون شخص وآلاف الوفيات، مما يجعلها أزمة إنسانية كبرى. فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سابقًا عقوبات على سلاسل التوريد المرتبطة بالنزاعات مثل الألماس الدموي والكوبالت الكونغولي. إذا اتخذوا إجراءات مماثلة بشأن الصمغ العربي السوداني، فقد نشهد:

• قيود تصدير أكثر صرامة تؤثر على سلاسل التوريد.
• ارتفاع التكاليف للشركات التي تعتمد على هذا المكون.
• تقلبات في أسهم السلع الاستهلاكية والمشروبات الغازية مع تفاعل المستثمرين مع العقبات التنظيمية المحتملة.

راقب الأخبار حول العقوبات والتدخل الحكومي، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحركات الأسهم في الصناعات المتأثرة.

الخلاصة: أزمة الصمغ العربي

أزمة الصمغ العربي هي مثال حي على كيفية تأثير النزاعات الجيوسياسية على سلاسل التوريد العالمية. في حين أن عمالقة المشروبات الغازية قد يلتزمون الصمت حاليًا، إلا أنه كلما طال أمد الأزمة، كلما أصبح من الصعب عليهم تجاهلها.

أهم الدروس للمتداولين

• راقب الصراع في السودان عن كثب بحثًا عن علامات التصعيد، حيث قد يؤدي ذلك إلى نقص في الإمدادات.
• انتبه لأي تغييرات في استراتيجيات التوريد من قبل شركات المشروبات والأغذية.
• ابقَ على اطلاع على أي إجراءات تنظيمية قد تعطل التجارة وتؤثر على الأسهم الكبرى.
• ابحث عن المستفيدين المحتملين في سلاسل التوريد البديلة في تشاد ونيجيريا وقطاعات علوم الأغذية الاصطناعية.