- تحليلات
- أخبار التداول
- استقرار الأسواق العالمية مع ترقب المستثمرين لخطاب باول
استقرار الأسواق العالمية مع ترقب المستثمرين لخطاب باول
حافظت الأسواق العالمية على استقرار نسبي حيث ينتظر المستثمرون خطابًا مرتقبًا للغاية من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والذي قد يوفر أدلة حول الخطوات المقبلة للسياسة النقدية للبنك المركزي.
قام الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا بتنفيذ خفض في سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ويتزايد التكهن بحدوث خفض مماثل آخر في نوفمبر. من غير المرجح أن يغير خطاب باول بشكل كبير توقعات السوق.
ومع ذلك، من المتوقع أن يؤكد الخطاب تعليقات باول السابقة، مما يشير إلى أن المزيد من تخفيضات الفائدة لا تزال خيارًا ممكنًا مع تخفيف الضغوط التضخمية.
أبرز النقاط
- يركز المستثمرون على خطاب جيروم باول للحصول على رؤى حول تخفيضات الفائدة المستقبلية.
- ظل مؤشر الدولار مستقرًا مع انتظار الأسواق المزيد من التوجيهات من الاحتياطي الفيدرالي.
- تباطؤ النمو في المملكة المتحدة، لكن من غير المرجح حدوث ركود، وفقًا لـ "كابيتال إيكونوميكس".
- تُعتبر أحدث إجراءات التحفيز في الصين مهمة ولكنها ليست حلاً فوريًا لتحدياتها الاقتصادية.
- تعاني الأسواق الكورية الجنوبية واليابانية من ضغوط، بينما تظهر سنغافورة علامات على انتعاش الصادرات.
- انخفضت عوائد السندات الحكومية لمنطقة اليورو بعد الانتخابات النمساوية، مما يعكس حالة من عدم اليقين السياسي.
استقرار الدولار الأمريكي وسط تكهنات حول الاحتياطي الفيدرالي
ظل مؤشر الدولار (DXY) ثابتًا عند 100.374، مما يعكس موقف السوق الحذر قبل تصريحات باول. على الرغم من احتمالية حدوث خفض في الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر، يشير استقرار الدولار إلى أن المستثمرين ينتظرون المزيد من التأكيد بشأن استراتيجية الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل.
تباطؤ النمو في المملكة المتحدة، لكن الركود غير مرجح
أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة في المملكة المتحدة نموًا أبطأ قليلاً مما كان متوقعًا سابقًا. حيث نما الاقتصاد بنسبة 0.5% في الربع الثاني، منخفضًا من التقدير الأولي الذي كان 0.6%.
يشير بول ديلز، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة لدى "كابيتال إيكونوميكس"، إلى أن التباطؤ يعزى بشكل كبير إلى الأداء القوي في العام السابق. ورغم التباطؤ، يبقى ديلز متفائلًا، متوقعًا أن تتجنب المملكة المتحدة الركود في النصف الثاني من العام.
تواجه حوافز الصين تحديات
لا تزال الصين محور تركيز للمستثمرين، خاصة مع بدء تنفيذ أحدث إجراءات التحفيز الحكومية. يعتقد محللو "سيتي" أن هذه الجولة من التحفيز تختلف عن الجهود السابقة، حيث يظهر قادة الصين حرصًا أكبر على إعادة تنشيط النمو الاقتصادي.
ومع ذلك، يحذرون من أن هذه الحوافز قد لا تكون حلاً سريعًا للمشكلات العميقة في سوق العقارات الصيني. وقد واجه الاقتصاد الصيني صعوبات منذ الربع الثاني، ورغم محاولة صانعي السياسات إحياء النمو، يعتمد النجاح إلى حد كبير على التنفيذ الناجح لهذه المبادرات وفي الوقت المناسب.
الأسواق الكورية الجنوبية واليابانية
أغلقت الأسواق الآسيوية على انخفاض مع تزايد القلق حول آفاق الاقتصاد العالمي، مما أثر على معنويات المستثمرين.
- في كوريا الجنوبية، انخفض مؤشر كوسبي بنسبة 2.1%، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 3.0% لهذا الشهر. وكان الانخفاض مدفوعًا بخسائر في أسهم الشركات الكبرى مثل سامسونج إلكترونيكس (-4.2%) و إس كاي هاينكس (-5.0%).
- تراجع مؤشر نيكي الياباني بشكل حاد بنسبة 4.8% وسط مخاوف بشأن السياسات المتوقعة لرئيس الوزراء القادم شينجيرو إيشيبا. ويخشى المستثمرون زيادات محتملة في الضرائب، بينما ساهم الين القوي في تفاقم تراجع السوق. وكانت شركات تصنيع السيارات مثل تويوتا (-7.6%) وهوندا (-7.0%) من بين أكبر الخاسرين.
انتعاش نمو الصادرات في سنغافورة
من المتوقع أن يكتسب اقتصاد سنغافورة وتيرة أسرع في النصف الثاني من العام. وقد تحسن أداء الصادرات في المدينة-الدولة بشكل كبير في أغسطس، حيث ارتفعت الصادرات الإلكترونية بنسبة 35.1% على أساس سنوي.
ويشير هذا الانتعاش في الصادرات، إلى جانب تزايد الثقة في قطاعات التصنيع والخدمات، إلى أن سنغافورة في وضع جيد لتحمل التحديات الخارجية.
انخفاض عوائد السندات الحكومية لمنطقة اليورو بعد الانتخابات النمساوية
في أوروبا، انخفضت عوائد السندات الحكومية في النمسا وألمانيا بعد الانتخابات الوطنية في النمسا، حيث ظهرت "حزب الحرية" اليميني المتطرف كأكبر قوة سياسية.
ورغم نجاح الحزب، تعهدت الأحزاب التقليدية بعدم التعاون معه، مما أدى إلى توقعات بمحادثات ائتلافية طويلة.
- انخفضت عوائد السندات النمساوية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.6 نقطة أساس إلى 2.650%.
- تراجعت عوائد السندات الألمانية (البوند) إلى 2.137%.
- شهدت السندات الحكومية الإيطالية تقلص الفروق مع نظيرتها الفرنسية، مدفوعة بالطلب الأجنبي المستمر.
الخلاصة
بينما تستمر الأسواق في التعامل مع التضخم والمخاطر الجيوسياسية ومسارات النمو المتباينة، يحافظ المستثمرون على توقعات حذرة ولكن متفائلة.
تظل خطوات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة محورية للأسواق العالمية، خاصة مع خطاب باول المرتقب. في الوقت نفسه، تقدم إمكانيات المزيد من التحفيز في الصين، والتحسينات التدريجية في أداء الصادرات عبر آسيا، والاستجابات السياسية الثابتة من البنوك المركزية في أوروبا والمملكة المتحدة، أسبابًا للتفاؤل.
ومع ذلك، فإن استمرار التحديات الأساسية، وخاصة في سوق العقارات الصيني والتصنيع العالمي، يشير إلى أن الأسواق قد تستمر في مواجهة فترات من التقلبات في الأشهر المقبلة.